شخصيه من قريه بني حميل

والآن نحن مع ضيفنا الكريم وقصة نجاحه

أ.د/ أحمد القاضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وشرفنا بكم ضيفا ً عزيزا ً كريما ً .. وأهلا ً وسهلاً بكم في موقع الجماعة الإسلامية؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. وأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم.

نود أولاً أن نتعرف على حضرتكم؟


أحمد محمد أحمد عبد الرحمن "المعروف بأحمد القاضي


مواليد سوهاج.. مركز البلينا


أزهري .. وأشرف بذلك والحمد لله

أستاذ دكتور بجامعة الأزهر الشريف.. كلية اللغات والترجمة.. قسم اللغة الأوردية.. والآن أعمل رئيسا ً لقسم اللغة الأوردية بجامعة الأزهر.


نهنئ فضيلتكم بقرب بث موقع الجماعة الإسلامية باللغة الأوردية على الهواء .. ونقول ما هو دوركم في موقع الجماعة الإسلامية باللغة الأوردية ؟


أنا أقوم بعمل الترجمة للمادة التي تكتب على الموقع.. ومعي فريق عمل يتمتع بكفاءة عالية ويقومون معي بأعمال الترجمة.. وكذلك أنا المشرف على الموقع باللغة الأوردية.


كيف تمت دعوتكم للعمل بالموقع ؟

أنا أستاذ في جامعة الأزهر قسم اللغة الأوردية.. وهو قسم بارز في جامعة الأزهر.. لأنه القسم الوحيد المتخصص في هذه اللغة.. وباقي الأقسام تحت مظلة اللغات الشرقية..ونحن الوحيدون في مصر تحت مسمى اللغة الأوردية.

وأعتقد أن الجماعة تعرفت على هذا القسم خاصة.. وكما
قرأت في مقال الدكتور/ ناجح أن فكرة الموقع كانت في مخيلته.. المهم اتصل
بي الشيخ / ناجح.. ولم أكن أعرفه إلا من خلال الإعلام.. واتفقنا على أن
أقوم بالإشراف على فريق الترجمة حتى يكون الموقع على مستوى رفيع في مادته
العلمية .

وكيف وجدته عندما قابلته؟


في
الحقيقة كنت أتوقع أن يكون الشيخ/ ناجح من المتحفظين المتحولقين.. وهذه
صفات أعرفها عن كثير من المشايخ.. لكن عندما التقيت به وجدته في غاية
البساطة


وهذه للعلم صفات أبناء شبه القارة الهندية .. لأنهم يمتازون بالبساطة في كل شيء.. المأكل والمشرب والملبس ...الخ


وعندما التقيت بالشيخ/ ناجح شعرت أني ألتقي بأحد البسطاء والذي لم أتوقع أن يكون هو كذلك


توقعت لما أسمعه عنه أن يأتيني بسيارة مرسيدس خاصة به.. ومعه حرسه من إخوانه وتلامذته.. فاتصلت به عندما تأخر أسأله عن سبب تأخره.

فقال لي: "المواصلات العامة هي السبب في هذا التأخير


ولقد جاء بالميكروباص ومعه أخ واحد.. وكان حديثه سلساً بسيطاً


كذلك لما عرضت عليه وجهة نظري عندما عرض عليّ بعض الأشياء وجدته يحترمها.. بل وبدأ بالفعل يعمل بهذه الأفكار.

وهذه الصفة قلما تجدها في رجال الدين بشكل عام.. وهي احترام رأي الآخر.. وهذا مما جعلني ارتبط به بشدة .. وأحب أن أساهم في ولادة هذا الوليد الدعوي الطيب.

وأنا أعتبر الموقع من مهامي الأساسية وأرجو أن يكون من أهم إنجازاتي وحسناتي.. وليس مجرد أنني أعمل أو أترجم كأي عمل آخر


الجماعة تطلق موقعا ً باللغة الأوردية هو الأول مصرياً والثاني عربياً .. فكيف ترى هذه الانطلاقة؟


أراها انطلاقة جيدة وإن كانت تأخرت كثيراً.. لأن عالم النت ليس حديثاً.. بل هو منذ التسعينات.. وكان من المفترض أن ينطلق قبل ذلك.


وما
رأيته في الموقع يدعوني كأزهري للاعتزاز..لأني وجدت في هذا الموقع الوسطية
والاعتدال وأشياء كثيرة طيبة .. وأعتقد أنها تنقص المجتمع في شبه القارة
الهندية

وهذا الموقع بوسطيته ربما يوحد المسلمين المنقسمين في شبه القارة تحت راية وسطية الإسلام بإذن الله تعالى .


إذا ً هل تراه يخدم شبه القارة الهندية؟


ما رأيته في هذا الموقع من خلال ما ترجمته.. يبين أننا في حاجة ماسة لهذا الفكر الوسطي المعتدل أن ينتشر في شبه القارة الهندية.. خاصة وأنهم ينظرون إلى مصر أنها بلد الأزهر الشريف وأنها حاملة لواء الدين بوسطيته واعتداله .. وأرجو أن يعتبروا مثل هذا الموقع على أنه نبتة من المجتمع المصري


وهذه البلاد تحترم مصر وأفكار مصر وآراء مصر وعلماء مصر.. وبالتالي أرى أن الموقع بداية طيبة وموفقة بإذن الله

وكيف تتوقع رد الفعل في شبه القارة على هذا الموقع ؟


نأمل
أن يكون له رد فعل إيجابي بإذن الله .. خاصة وأن الموقع بهذه الوسطية لا
يكفر أحداً من المسلمين بذنب ما لم يستحله .. وهو يبشر ولا ينفر ويجمع ولا
يفرق .. وهذه ميزة قلما تجدها في المواقع الإسلامية

وأرى أن الإقبال عليه سيكون طيباً.. لما فيه من مادة قوية تخدم أهل شبه القارة الهندية .


وكيف ترى الدعوة لهذا الموقع؟


ينبغي
أن تكون الدعوة هناك من طرف المحبين للموقع.. أي أن كل من يشاهد الموقع
يدعو صديقه وقريبه لمشاهدة الموقع.. وممكن تكون بالاتصالات من طرفكم "أي من موقع الجماعة الأم


وأعتقد أنه بعد انطلاقته سينشر نفسه بنفسه من خلال زواره ومشاهديه ومحبيه .. وهي مهمة تحتاج لجهود كبيرة بلا شك

اطلعت حضرتك على المادة الموجودة بالموقع من خلال ترجمتها.. فكيف ترى هذه المادة من وجهة نظر أستاذ دكتور أزهري ؟.. وما مدى مناسبتها للعرب وغير العرب ؟


أنا
أتكلم فيما يخصني أقصد اللغة الأوردية.. وأرى أن الموقع لابد أن يركز على
فكر الجماعة الإسلامية وهذا ما نحتاجه لهؤلاء الناس.. خاصة وأن الجماعة مرت
بتجربة إن كان لها سلبيات فإن لها الكثير من الإيجابيات.. ونقل هذه التجارب وما نتج عنها من أفكار يجعلها قدوة لأبناء هذا الإقليم

مع العلم أن مسمى الجماعة الإسلامية له صدىً في شبه القارة.. وتعلمون أن الشيخ أبو الأعلى المودودي كان رئيسا ً للجماعة الإسلامية في باكستان .. وهذه الجماعة موجودة في الهند وباكستان وأفغانستان.

فسمعة الجماعة هناك سمعة طيبة .. وهذا الفكر الوسطي سيكون مقبولاً جداً بإذن الله.


هل هناك من أمنية كنت تتمناها للموقع ؟


كنت أتمنى أن يكون على صفحات الموقع لقاء مع فضيلة الشيخ/ أحمد الطيب شيخ الأزهر لما له من ثقل كبير في الدعوة هناك.. خاصة وأنه زار باكستان وعمل بها قبل ذلك.. وهو خير من يفهم طبيعة أهل هذه البلاد.


كذلك
أرجو إجراء لقاء مع فضيلة المفتي.. وهو الذي كتب لنا مقدمة لكتاب ترجمناه
إلي الأوردية يتحدث عن سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم).. وكان معجباً بهذا العمل.. ولقاؤهما سيثري الموقع كثيراً بلا شك.

وأيضاً لقاءات مع كثير من علماء الأزهر لما لهم من محبة في قلوب أهل شبه القارة .. لأنهم هناك يعشقون الأزهر والأزهريين.

نأتي للغة الأوردية.. هل للغة الأوردية حروف مثل اللغة العربية ؟


نعم.. لها حروف .. وعددهم [/b](52اثنان وخمسون حرفا تقريباً.. وأقول تقريباً لأن هناك اختلافات في العدد..
وبالتالي فإن الأوردي يستطيع تعلم اللغات بسهولة .. لأن مخارج الحروف في
معظم اللغات متوفرة عنده.

فمثلاً حرف [/b](الباء الثقيلة صعبة النطق عند العرب .. لكنها سهلة عند الأوردي لكثرة المخارج التي تدرب عليها.


وهناك شيء تنفرد به اللغة الأوردية وهو مرونتها.. لأنها تستطيع أن تأخذ من أي لغة أخرى أي لفظ.. طالما تحققت فيه العالمية.


فمثلاً اللغة العربية أخذت ألفاظاً مثل التليفون والراديو والثلاجة وغيرها.


كذلك اللغة الأوردية تأخذ أي لفظ من أي لغة.. بشرط تحقق مبدأ العالمية وتبقيه على لفظه دون تغيير.. أي أنها [/b] "لا تؤرده".. [/b]لكن يظل كما هو طالما أنه سائد ومفهوم عالمياً


وبالتالي فهي لغة تتجدد كل فترة على عكس اللغات الأخرى


من أي سنة يبدأ الطالب دراسة اللغة الأوردية ؟

كل اللغات الأجنبية عدا الإنجليزية والفرنسية تبدأ دراستها من بداية المرحلة الجامعية فقط.. ويظل يدرسها لمدة أربع سنوات.. هذا في كلية اللغات والترجمة


وهل يتقن الطالب اللغة في هذه المدة ؟


بالطبع
لا يستطيع أن يتقنها نهائياً.. إلا أن يكون عبقرياً.. لكنه يحتاج للاجتهاد
الشخصي.. بالإضافة إلى الذهاب إلى موطن اللغة الأصلي ليتدرب على هذه
اللغة.

وماذا يعمل بعد تخرجه من الجامعة ؟


العمل الأساسي في الجامعة .. وربما أحياناً في الإعلام في برنامج اللغة الأوردية شأنه شأن برامج اللغات الأخرى.. وأحياناً وزارة الخارجية إن كانت هناك مواهب أخرى لدى خريج الأوردية

والبقية لا يجدون عملاً إلا في مصالح وأعمال أخرى لا علاقة لها باللغة الأوردية

ولماذا لا يرسلون للعمل كدعاة أو مدرسين بالدول الناطقة بالأوردية ؟

هذه
مشكلة.. ونحن طالبنا بذلك.. لأن خريج قسم اللغة الأوردية أحق بتمثيل
الأزهر في تدريس اللغة العربية في المناطق الناطقة بالأوردية.. مثل باكستان وأفغانستان والهند.


لكن يبدو أن هناك سياسة أخرى نحن لا نعرفها.. حيث أن المعاهد الأزهرية تنفصل تماماً عن الجامعة.. ولذلك من يذهبون للإعارات هم مدرسو المعاهد الأزهرية وليس خريجي كلية اللغات والترجمة من الجامعة.. أو موظفي أي هيئة أخرى

هل هناك إقبال على قسم اللغة الأوردية ؟

في السابق كان هناك إقبالا ً كبيرا ً نظراً لآمال الطلب في التعيين.. أما الآن فقد قل الإقبال.


في كم جامعة مصرية تدرس هذه اللغة ؟

في خمس جامعات.. وهي:


1- جامعة الأزهر.. في كلية اللغات والترجمة .. وبها فرعان:[/b] فرع في كلية البنين وآخر في كلية البنات"


2- جامعة القاهرة والدراسة بها قبل الأزهر منذ الستينات داخل قسم اللغات الشرقية.


3- جامعة عين شمس داخل قسم اللغات الشرقية.


4- جامعة المنصورة داخل قسم اللغات الشرقية.


5- جامعة الإسكندرية داخل قسم اللغات الشرقية.


هل من نبذة عن نشأة هذه اللغة.. وكيف تطورت.. وبأي خط تكتب ؟

تكونت اللغة الأوردية في شبه القارة.. وعندما أقول شبه القارة أعني به [/b] " الهند وباكستان وأفغانستان وبنجلادش".. [/b]منذ القرن العاشر الميلادي.. وإن كان لها جذور ممتدة قبل ذلك لكنها أصبحت لها صورة اللغة منذ القرن العاشر


ثم ظلت تتطور إلى أن ظهرت بهذا الشكل الذي نراه اليوم في القرن السادس عشر أو السابع عشر الميلادي.


ثم
جاء الإنجليز وأخذوا في بث الفتنة بين وحدتي الأمة " الهنادكة غير
المسلمين وبين المسلمين".. فقالوا للهنادكة أن اللغة التي تنطقون بها هي
اللغة الهندية وصاحبة الخط "الديوناكري .. أي الهندي الذي يعرفه البعض


أما الخطوط التي كانت تحت الحكم الإسلامي.. سواء كانت اللغة الماليزية أو الاندونيسية.. أو بعض اللغات الأخرى تكتب بالخط العربي.

مع العلم أن اللغة الهندية واللغة الأوردية لغة واحدة.. أو وجهان لعملة واحدة لا فرق بينهما مطلقاً.. إلا في الخط

وعندما حدث انقسام في شبه القارة عام 1947م إلى دولتين هما باكستان والهند.. اتخذت باكستان اللغة الأوردية كلغة قومية لها.. واتخذت الخط العربي أساساً لكتابة هذه اللغة.

بينما اتخذت الهند اللغة الهندية وهي أحد مسميات اللغة الأوردية لغة لها.. واتخذت الخط [/b]"الهيونادري.. وهو الخط المحلي القديم أساساً لها.

ودعني أقول بأن الفرق بينهما في الألفاظ فقط.


كم دولة تنطق بالأوردية ؟

اللغة الأوردية لها مشكلة.. وهي أن اللغات عامة تنسب إلى البلاد التي تنطق بها.. فمثلاًً العربية في بلاد العرب.. والفارسية في بلاد فارس [/b]" أي إيران .. والألمانية في ألمانيا.. وهكذا

أما
اللغة الأوردية فيُتحدث بها وتفهم في جميع أنحاء باكستان والجزء الشمالي
من أفغانستان.. وخاصة إقليم الحدود.. أو ما يطلق عليه إقليم "خيبر بختون خوا "[/b] نتيجة للجوار مع باكستان وبتأثير الثقافة الباكستانية على أفغانستان.. لذلك تفهم اللغة في باكستان وأفغانستان


وكذلك معظم الهنود إن لم يكن 80% منهم يفهم اللغة الأوردية.. لأنها لغة الثقافة والأفلام عندهم.


إذن كم عدد المتحدثين بها في العالم تقريباً ؟


عدد المتحدثين باللغة الأوردية يفوق عدد أيٍ من المتحدثين بأي لغة في العالم .. أي أن اللغة الأوردية المنطوقة [/b]"وبالتحديد المنطوقة.. لأننا كما قلنا هناك فرق في خط الكتابة.

وإذا قلنا أن الهند مليار ومائة مليون.. وباكستان 160 مليون وعدد آخر لا بأس به في أفغانستان


"بمعنى أنه لا يقل عن مليار ومائتي مليون يفهمون اللغة الأوردية".


لكن الذين يقرأونها هم المسلمون والمتخصصون في هذه البلاد.. حيث أنها تكتب بالخط العربي.. وهؤلاء لا يقلون عن نصف مليار مواطن يستطيع أن يكتب ويقرأ ويفهم هذه اللغة .. [/b]هذا إلى جانب بعض المناطق في أفريقيا


وهناك جزء كبير في بريطانيا.. لأن الجنوب البريطاني يسكنه العديد من الجاليات من أبناء شبه القارة.. واللغة الوحيدة لهم هي الأوردية.. لأنهم يحافظون جداً على هوياتهم.


ناهيك
على أنها لغة الربط بين الجاليات الآسيوية في الدول العربية وخاصة في دول
الخليج العربي.. فالجاليات والعمالة ينطقون ويقرؤن باللغة الأوردية.


وهل من مناطق أخرى تنطق بها ؟

نعم.. أينما وجدت جاليات هندية أو باكستانية فإنهم ينطقون بالأوردية حفاظاً على ثقافاتهم.


ويوجد
ذلك في الولايات المتحدة الأميركية وكندا وبريطانيا وجزء كبير من أوربا ..
وذلك لأن أبناء شبه القارة يحبون الحفاظ على هويتهم الخاصة بهم.
تزوجت وحصلت على الدكتوراة من الهند ج2 من حوار د/ القاضي
حاوره / حسين عبد العال.. [/b]قدم له د/ ناجح إبراهيم..

د/ أحمد القاضي عالم أزهري لا يكاد يعرفه إلا الخواص من محبي العلم والفضيلة

وذلك لأن الأعلام يعزف عن تقديم نماذج العلماء إلي الناس.. ويفرض عليهم أهل الفن والرياضة فرضا ً.. حتى كاد الناس يظنون أن مصر خلت من الشرفاء والعلماء والأفاضل والصالحين.. وأنه لا أمل في الإصلاح


وذلك
بالرغم من أن مصر مليئة بالشرفاء والعلماء والأتقياء والصالحين .. ولكنهم
مغمورون.. فهم كالجواهر ينبغي البحث عنهم.. فأهل المناقب الفاضلة ينبغي أن
ننقب عنهم.. ونعرف الناس بهم .. ونعرفهم علي الناس


ود/
أحمد القاضي حفظ القرآن في بداية حياته في الكتاب عند الشيخ/ حمدون ..الذي
أراه الفلكة في أزهي عصورها .. ورغم قسوتها إلا أنها كانت السبب الأساسي
في الحفاظ علي القرآن والعربية في أطفال مصر جميعا ًُ


نحن لا نقر هذه الطريقة الصعبة وشديدة
القسوة .. وفي الوقت نفسه لا نقر أن يتم التعليم دون أن تكون هناك سلطة
للمعلم .. فالمعلم كالأب تماما ً .. وهذا ما أدركه والد د / أحمد القاضي
رغم بساطته


وكم أسعدني ارتباطه بمسلمة هندية تاركا ً الأعراف الصعيدية مقدما ً عليها أهداف الدعوة الإسلامية


وكم أحزنني على وطني ما قاله عن مستوى التعليم في الهند وأنه أفضل بكثير من مستوى التعليم في مصر.

إن
حياة د/ القاضي مليئة بالمواقف التي تشعر فيها أن القدر يختار لهذا الرجل
طريقا ً جديدا ً في الدعوة إلي الله.. وهي دعوة المتحدثين بالأوردية مسلمين
وغير مسلمين .. ويجعله متفردا ً في هذا الميدان .. ويجمع له علم الشريعة
والعلم بالأوردية .. والزواج من زوجة هندية مسلمة .. لتجتمع له كل أسباب
الدعوة إلي الله لمتحدثي الأوردية


ثم أكرمنا الله بهذا الرجل الفاضل لكي يحمل عبء إقامة أول موقع إسلامي مصري باللغة الأوردية شعاره

يبشر ولا ينفر .. ويجمع ولا يفرق


يرجو الهداية .. ولا يطلب الحكم

يجمع بين الشرع والواقع.. وعلم السلف .. وفهم الخلف


يصلح الدنيا بالدين

يعرض الإسلام بوسطيته واعتداله وواقعيته

والآن نتوقف مع محطات هامة في حياة ضيفنا العلمية والحياتية


أهلا ً ومرحبا ً بكم مرة أخرى ضيفا ً كريما ً على موقع الجماعة الإسلامية ؟


أهلا ً وسهلا ً ..

كيف كانت نشأتكم الأولى ؟.. وما هي مردوداتها عليكم الآن كعالم متميز من علماء الأزهر؟

أنا نشأت في قرية تسمى [/b]"بني حميل
وهذه القرية عُرفت بكثرة المتعلمين فيها .. وأنا من عائلة بها الكثير من
رجال الدين.. فأنا ليَ اثنان من الإخوة إمامان في مسجديهما.. والعائلة
أزهرية منذ البداية


وأذكر أن قريتنا يخرج منها في كل يوم جمعة على الأقل 200مائتا خطيب للقرى المجاورة.. وكلهم أزهريون


وقد
كانت بداية تعليمي في الكُتَاب .. وحفظت فيه القرآن من سورة الناس إلى
سورة الأعراف.. ثم التحقت بالأزهر الشريف وأكملت فيه حفظ القرآن الكريم

بعد
الكُتاب امتحنا امتحان القبول.. وكان من يجتازه يلتحق بالصف الأول
الإعدادي مباشرة .. وأنا اجتزت الامتحان والتحقت بمعهد جرجا الإعدادي
وتعلمت به ثلاث سنوات إعدادي.. ثم أربع سنوات ثانوي.. ثم التحقت بكلية
اللغات والترجمة مباشرة.. وأنهيت الدراسة بها عام 1984 م من قسم اللغة الأوردية


وماذا عن دور الوالد والوالدة ؟

والدي
رحمة الله عليه كان يعمل مزارعاً .. وتزوج أكثر من مرة .. وكانت ذريته
الأولى كلها بنات وذلك حتى سن الستين .. ولم يرزق بالبنين إلا بعد سن
الستين .. وكنت أنا رقم اثنين في ترتيب الذكور.. وكان والدي متحمسا ً جداً
للتعليم الديني


وأذكر
أنه كانت عندنا ماكينة لطحن الغلال .. وكان والدي يأخذ جزء ً من السير
الخاص بالماكينة ويعطيه لشيخي الشيخ حمدون ليضربني به مع الأولاد إذا
قصرنا في حفظ القرآن .. لأن القرآن عنده أهم من أي شيء .. وكان والدي يقول
له باللفظ اكسر لي عظم هؤلاء الأولاد أن لم يكونوا حافظين"[/b] .. ثم توفي والدي وأنا في الجامعة رحمة الله عليه.. وقد افتقدته كثيرا ً .


وعلى فكرة الشيخ/ حمدون [/b]" مازال حياً حتى الآن رغم كبر سنه .. أسأل الله أن يعطيه الصحة والعافيةوما زلت أزوره للآن اعترافاً بفضله


وماذا كان يفعل الشيخ حمدون ؟


كان يعلق لنا الفلكة.. وهي وسيلة عقاب معروفة.. وكان عقابه شديدا ً .. لو لحنت لحناً ولو بسيطاً.. مثل أن ألفظ مثلاً [/b]"كهيعصبالإمالة يضربني مباشرة بيده


وكان
أبي يرسلني بعد الكُتاب مباشرةً لابن عم لي توفي منذ فترة رحمه الله
لأتعلم عنده الإملاء والحساب وغير ذلك.. وكان ابن عمي أشد علينا من الشيخ
حمدون


وهل كان التعليم بهذه الطريقة أفضل ؟.. أم عدم الضرب أفضل ؟

والله في زماننا كان التعليم بهذه الطريقة قوياً جداً.. وهذا ما لا يعرفه أبناء هذا الجيل


وماذا عن الوالدة ؟


والدتي كانت ربة منزل .. وهي ما زالت على قيد الحياة وأزورها في كل المناسبات وأتحدث معها بالهاتف دوما.. وقد يكون ذلك يومياً لأنها تسكن في البلدة


من أين تزوجت؟.. ومتى كان ذلك ؟

تزوجت من الهند .. وكان ذلك عام 1994م
ولماذا من الهند؟


لا شيء أبداً.. سوى أنه النصيب والحمد لله تعالى

هل كانت زيارتك للهند في فترة الشباب هي السبب؟

لا ليس كذلك.. لأني تزوجت في نهاية الفترة وبعد حصولي على الدكتوراة

لقد قلت في نفسي: [/b]" لسه سأذهب للصعيد وأبحث عن زوجة.. وأتفحص وأتمحص

فاخترت
هذه الزوجة الهندية .. وكان اختيارا ً موفقاً بفضل الله تعالى.. وهي لي
نعم الزوجة.. وأنا أعيش سعيداً معها والحمد لله تعالى

وهل لك أولاد منها ؟


نعم.. معي بنتان.. الأولى في الصف الثالث الإعدادي.. والثانية في الصف الثاني الإعدادي


هل ستكونان أيضا ً على علاقة باللغة الأوردية ؟


لا.. لا أظن ذلك.. بل لكل واحدة حرية اختيار ما يناسبها من تعليم

ولماذا التحقت بقسم اللغة الأوردية بالذات ؟

هذه لها قصة جميلة أحكيها لك


فعندما
التحقت بقسم اللغة الأوردية لم أكن أعرف أيّ شيء عن هذه اللغة.. لكن
قابلني أحد الأساتذة الأفاضل وكان أستاذا ً في جامعة القاهرة.. وهو من
محافظة الشرقية .. وهو الأستاذ الدكتور/ سمير عبد الحميد

وعندما قابلني قال لي:


"أيها الصعيدي تعالى.. لماذا لا تدخل قسم اللغة الأوردية؟"


فقلت له: أنا لا أعرف عن الأوردية شيئاً

قال: هي لغة المسلمين في الهند وباكستان

قلت له: وماذا أفعل بها ؟.. هل لها عمل ؟

قال: ربما تكون أول الخريجين.. فيكون لك نصيب في العمل في هذا القسم


متى بدأت دراسة اللغة الأوردية في جامعة الأزهر ؟

تم
افتتاح قسم اللغة الأوردية في كلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر عام 1979
م.. وتخرجت قبلي دفعة عام 1983م.. وكنت أنا في الدفعة الثانية التي تخرجت
عام 1984م


هل تحدثنا عن رحلة الدكتوراة ؟


أراد
الله سبحانه أن أكون من الأوائل في دفعتي عام 1984م.. فتم تعييني معيدا ً
بالكلية في قسم اللغة الأوردية .. ثم أنهيت الخدمة العسكرية.. ثم جاءتني
منحة حكومية للذهاب إلى باكستان أو الهند .. وكان رد الحكومة الهندية قبل
باكستان.. فذهبت إلى الهند


وهناك حصلت على الماجستير .. ثم [/b]"الإيمفل".وهو مرحلة متوسطة بين الماجستير والدكتوراة .. ثم حصلت على الدكتوراة عام 1994م .. ثم عدت إلى القاهرة مباشرة.


ومنذ ذلك وأنا أمارس عملي في كلية اللغات والترجمة.. حتى حصلت على درجة [/b]"الأستاذيةعام 2006م.. والآن أشغل منصب رئيس قسم اللغة الأوردية بكلية اللغات والترجمة

ذكرت أن د/ سمير هو الذي دعاك لدراسة هذه اللغة.. لكن هل أحببتها عند دراستها ؟

لا
أستطيع القول أني أحببتها في أول عام.. لأنه كان هناك عجز في أعضاء هيئة
التدريس .. ولم يكن سوى شخص أو اثنان يدرسوننا اللغة.. لكن في السنة
الثانية
بدأت أفهم اللغة بشكل لا بأس به.. فبدأت أحب هذه اللغة.. وأرى أن
الثقافة الإسلامية فيها لا تقل بأي شكل من الأشكال عن أي لغة إسلامية أخرى


فهي
لا تقل عن اللغة الفارسية ولا العربية.. وذلك من ناحية التراث الإسلامي
الضخم الموجود فيها .. خاصة من ناحية الفقه والتفسير والحديث وغيرها من
العلوم الإسلامية


هل تعلم اللغة الأوردية للعربيّ أسهل ؟.. أم تعلم اللغة العربية للأورديّ أسهل ؟

اللغة الأوردية أسهل للعربي لسببين


أولاًاللغة الأوردية تكتب بالخط العربي.. وهذا يساعد كثيراً في تعلم اللغة الأوردية.[


ثانياً هناك نسبة كبيرة من الألفاظ العربية موجودة في اللغة الأوردية .. وخاصة في التراث الإسلامي.. حتى وإن تغير مدلولها أحياناً


وأستطيع القول أن هناك 60% من الألفاظ الأوردية قد تكون عربية.. وبالتالي لا يجد العربيّ صعوبة في تعلم الأوردية


وما سر صعوبة اللغة العربية للأوردي؟

اللغة العربية لها وجهان : [/b] "وجه فصيح.. ووجه آخر عاميّ"[/b] .. والعامي يختلف من دولة إلى أخرى

بالإضافة
إلى أن اللغة العربية قواعدها كثيرة.. لذا تكون صعبة بعض الشيء على غير
العرب .. فهم ربما تعلموها في مدارسهم منذ الصغر.. لكن عندما يأتون للدول
العربية يجدون صعوبة في التعامل.. لأن ما تعلموه يختلف عما يتعاملون به في
الشارع العربي وما ينطقه الإنسان العامي

هل الحصول على الدكتوراة في الهند أسهل من مصر ؟


من ناحية التعليم لا.. لأن التعليم هناك جاد جداً ..وهو أفضل من التعليم هنا بكثير


أما من ناحية التيسيرات الإدارية والحصول على المراجع والأصول هناك فهو أيسر


وماذا عن المصاريف المادية ؟


مصاريف
الدراسة هناك كانت الحكومة تتحمل جزء ً منها.. لأني خرجت على منحة من
الدولة.. ولو كان على نفقتنا لما استطعنا لصعوبة ذلك مادياً

وهل يحصل طالب اللغة الأوردية على الدكتوراة الآن من مصر؟

نعم .. ممكن يحصل عليها من مصر .. لأننا فتحنا هنا قسم الدراسات العليا وبدأت مرحلة الحصول على الدكتوراة أيضاً من هنا

والفضل يرجع في هذا إلى الأستاذة الدكتورة / [/b]عفاف السيد زيدانأستاذة اللغة الفارسية.. وعميدة كلية الدراسات الإنسانية السابقة.

لكن
الحصول عليها من هناك أفضل وأفيد للطالب.. ومن حسن حظنا أننا حصلنا عليها
من هناك .. وهذا في عامة اللغات.. لأن دراسة اللغة يحتاج للذهاب لموطن
اللغة.. وهذا أفضل بكثير جداً جداً من هنا

الطلاب الوافدون لمصر من بلاد شبه القارة.. ماذا يدرسون هنا ؟


يدرسون الدراسات الإسلامية مثل الفقه والحديث وأصول الدين.. وكذلك اللغة العربية .. والأشياء التي تبرز فيها مصر من العلوم الأخرى


وهل يسند لكم تدريس أيٍ من المواد لهم ؟


هم يستعينون بنا إذا ما احتاجوا لشيء ما.. خاصة وأن الأزهر قد افتتح منذ عام تقريباً كلية حديثة اسمها [/b]"كلية العلوم الإسلامية".. وهي خاصة بالوافدين فقط


وعندما يعن لهم أمر يستعينوا بقسم اللغة الأوردية كاستعانة فقط

هل تقوم بزيارة الهند في الوقت الحالي؟

نعم
.. أذهب للهند كل عامين تقريبا .. ومعظم الزيارات تكون دعوة من قبلهم
للمشاركة في المؤتمرات والندوات .. وكذلك نذهب لزيارة أهل زوجتي صلة للرحم


وهكذا
ينتهي هذا الجزء من حوارنا مع أ.د/ أحمد القاضي شاكرين تفضله بإتاحة هذه
الفرصة الكريمة .. أما أحبتي القراء فلهم مني أطيب الدعوات.